كشفت وسائل الإعلام الفرنسية، عن ردود الفعل تجاه قدرات المقاومة الفلسطينية في تحقيق قدر كبير من السرية لإخفاء استعداداتها للهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.. وتساءلت صحيفة «لوموند» الفرنسية: لماذا قررت حماس كسر الوضع الراهن وتحدي إسرائيل؟
وترى الصحيفة الفرنسية، أنه يمكن لحماس أن تتباهى بأنها نفذت بنجاح ربما يفوق توقعاتها، أكثر أعمال الحرب فتكا ضد إسرائيل منذ ولادة الدولة اليهودية.
الباراشوت الطائر.. تقنية عسكرية للمقاومة الفلسطينية ـ وفا
حماس حققت أهدافها
وكتبت الصحيفة: «في غضون ساعات قليلة، حققت حماس يوم السبت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، جميع أهدافها العملياتية. تمكنت من تجاوز الحاجز الأمني الذي يحيط بغزة, في اختراق له صدى عميق بين سكان القطاع، الذين تعرضوا للحصار من قبل إسرائيل منذ عام 2007.
ويشير لويس امبيرت Louis Imbert مراسل الصحيفة في القدس، إلى أن حركة حماس تمكنت من إخفاء استعداداتها، التي يبدو انها كانت طويلة ومعقدة، عن المخابرات الإسرائيلية بسبب خطأ تحليلي.
ويضيف «امبيرت»، لصحيفته لوموند: «للمرة الثانية منذ شهر مايو/أيار 2021، فشلت إسرائيل في التنبؤ بأن حماس سترفض السماح باستمرار حبسها في هذا السجن المفتوح الذي هو قطاع غزة. لقد صاغ زعيمها في القطاع، يحيى سنوار، في مناسبات متعددة، على مدى السنوات الخمس الماضية، طموحاته بإبرام شكل من أشكال الهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، من أجل تخفيف معاناة مليوني غزاوي في عهدته، وتحقيق الاستقرار في دولة صغيرة تحت سلطته. لكن الحمض النووي لحركته لم يتغير، وفق تعبير مراسل لوموند في القدس.
حماس تستهدف ذكارثة لإسرائيل
وترى صحيفة «لاكروا» الفرنسية، أن إسرائيل في حالة غير مسبوقة في تاريخها، من حيث عدد الرهائن ووجود النساء والأطفال. لذا سيكون من الصعب تحديد موقعهم داخل منطقة كبيرة جدا، مع وجود أنفاق في كل مكان.
كما أن هناك معلومات تشير إلى توزيع الأسرى في أماكن عدة في قطاع غزة وسيكونون بمثابة دروع بشرية. وهو ما سيسمح لحماس بإطالة أمد الصراع ومنع الإسرائيليين من الحداد والمضي قدما. وهذه كارثة لإسرائيل.
حريق في عسقلان بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة ـ رويترز
وضع متفجر
وقالت أجنس ليفالويس Agnès Levallois نائبة رئيس معهد البحوث والدراسات المتوسطية في الشرق الأوسط ، لصحيفة «لوباريزيان»، إن التهديد المتصاعد بعمل بري إسرائيلي على غزة يجب ان يؤخذ على محمل الجدّ. إذ أن تل ابيب لا يمكنها التغاضي عن الوضع القائم, لأنه بالإضافة إلى التأثير على صورتها وعلاقاتها الدولية، فإن الحفاظ على مثل هذا الضغط يعني المخاطرة بالحفاظ على وضع متفجر.
وتتساءل صحيفة «لوباريزيان» ، عن حجم هذا الهجوم وهل سيكون محدودا أم لا. حيث يمكن أن تكون الخسائر المدنية كبيرة لأن الكثافة السكانية عالية في قطاع غزة والسكان لا يستطيعون المغادرة. فنقاط العبور تسيطر عليها إسرائيل.
إسرائيل «محمومة وضعيفة»
ونقلت صحيفة «لوفيغارو» عن ديدييه ليروي، الباحث في المدرسة العسكرية الملكية في بلجيكا، أن الجيش الإسرائيلي يأمل في تجنب المواجه مع حزب الله بأي ثمن. ورغم انه يمتلك تفوقا تقنيا معينا ويروج لتكنولوجيا الليزر المناسبة للدفاع المضاد للطائرات، إلا أن نقطة الضعف الرئيسية هي حمى المجتمع الإسرائيلي. فبعض المناطق المختلطة بين العرب واليهود قد تشهد توترات. وحتى داخل المجتمع اليهودي.
وبالتالي فإن إسرائيل هي فاعل عسكري قوي، لكنها محمومة وضعيفة. والخطر الرئيسي هو أن نرى العلاقة بين المواطنين تتآكل.